إن اكبر مشكلة تواجه الطلاب هذه الأيام هي عدم قدرتهم على ضبط أنفسهم وتنظيم أوقاتهم، وخصوصاً في ظل انتشار الهواتف المحمولة والتطبيقات المجانية التي إن أراد الإنسان تجربتها فهو بحاجة إلى ثلاثة أضعاف عمره الطبيعي كي يكتشف محتوياتها، بالإضافة إلى وجود الكثير من المغريات في حياتنا اليومية، في هذه المقالة أحاول تقديم مجموعة نصائح حول تنظيم الوقت للدراسة بشكل فعال.
تنظيم الوقت للدراسة بشكل أفضل
إن هذه القائمة لا تميل إلى المثالية فليس عليك تطبيق كل شيء مكتوب بنسبة 100% ومن المؤكد أنك ستتراجع عن تطبيق بعض الخطوات وقد تكون بارعاً في تطبيق خطوات أخرى، ولكن بشكل عام من المستحسن أن تجعل هذه النصائح دائماً أمام عينيك، لهذا أرى من المفيد كتابتها على ورقة أو تلخيص عناوينها في ورقة ثم تعليقها على حائط غرفتك.
تحديد أوقات الراحة
لا تحدد وقتاً للدراسة أبداً وإنما حدد أوقاتاً للراحة، وبالتالي ستجعل يومك كله مليئاً بالدراسة والمتابعة والتلخيص والحفظ، هكذا تدرب عقلك على أن الوقت كله مخصص للدراسة وليس للراحة، وإنما ساعات الراحة هي ساعات محدودة حتى وإن بلغت نصف يومك ولكن الأصل في يومك هو الدراسة المستمرة من غير توقف.
كتابة قائمة بالمهام لسهولة تذكرها
في بعض اللحظات يأتيك الحماس بشكل مفرط فترغب بتنظيم حياتك والبدء بالاهتمام بنفسك ومستوى تعليمك ولكن سرعان ما تعود إلى حالتك الأولى بعد زوال هذه الحماسة المفرطة، ولهذا فأنا أنصحك بكتابة مهامك على ورقة أو باستخدام هاتفك المحمول، سيساعد تذكر قائمة المهام على رفع الهمة وزيادة الرغبة في تحقيق الإنجاز، لا تستخف أبداً بالمهام المطلوبة فكل الشركات الناجحة باتت اليوم تضع قائمة مكتوبة لمهمات العاملين وتقوم بتدقيقها بين الفترة والأخرى.
طلب المساعدة من الآخرين عند الحاجة
ليس عيباً أن تطلب المساعدة من زميلك في حال عدم فهم أي جزء من محتوى المقرر الجامعي، قد يستعصي عليك فهم بعض الأفكار فلا تكن في صراع مع الزملاء وتظهر نفسك على أنك تدرك جميع مفردات المنهج وأنك لست بحاجة للمساعدة، هذه الصفة تحديداً لابد أن تتخلص منها في حياتك الدراسية وغير الدراسية فهي صفة الشباب الطائش، وإنما الذكي هو الذي يستشير زملاءه ويسألهم ويشاورهم، ولا يدل السؤال على غباء السائل وذكاء المسؤول وإنما هو وسيلة لكسب المعلومة وتبادلها بين الأصدقاء، ابحث عن مجموعة من الزملاء يتفهمون هذا وكونوا معاً كاليد الواحدة.
توفير مكان مخصص للدراسة
إياك أن تستخف بأهمية المكتبة للدراسة وخصوصاً للمحتوى النظري، يمكنك دراسة العملي في المنزل ولكن من المستحسن التحضير جيداً ودراسة المحتوى النظري في مكان هادئ بعيداً عن الضجيج، ادرس محتواك النظري في المكتبة العامة أو أي مكتبة تجدها قريبة من منزلك، مؤخراً ظهرت مشاريع كثيرة تسعى لإيجار الطلبة مقاعداً في المكتبة خلال ساعات محددة بهدف الدراسة.
رتّب أولوياتك | تنظيم الوقت للدراسة
رتب أولوياتك بشكل مناسب فلا يصح أن تبدأ يومك بنزهة مع الأصدقاء ثم تترك الدراسة للأوقات المسائية المليئة بالضجيج، لابد من التفرغ في بداية النهار وإنجاز ما يمكن إنجازه ثم يمكنك في الليل إهدار الوقت على الأشياء التي تدفعك للتسلية وتمدك بالطاقة الإيجابية، إن أفضل عامل مميز بين الطلبة المتفوقين والطلبة متوسطي الدرجات هو عامل تنظيم الوقت فإذا نجحت في تنظيم وقتك للدراسة وتقسيمه إلى جداول منتظمة، فإنك حينئذٍ ستكون قادراً على الإبداع وإعطاء كل شيء حقه الطبيعي.
الواقعية في الوقت
كن واقعياً في تحديد الوقت اللازم للدراسة فمثلاً أنت تقول لنفسك أنا أستغرق ساعة واحدة في دراسة محاضرة واحدة، ولكنك في الحقيقة بحاجة إلى نصف ساعة إضافية بسبب كثرة إهدارك للوقت وحركتك في الغرفة، لهذا لابد من تخصيص نصف ساعة إضافية للمحاضرة كي يكون الحساب واقعياً وإلا فإنك سوف تصطدم مع التأخير وستدرس في الليلة الأخيرة من الامتحان بشكل مكثف تعويضاً عمّا فاتك طيلة الفصل الدراسي.
تحديد الأهداف طويلة وقصيرة المدى
احرص على تقسيم أهدافك إلى أهداف قصيرة المدى وأهداف بعيدة المدى، إن كلا النوعين من الأهداف مطلوب جداً للوصول إلى غايتك النهائية، ليكن الهدف قصير المدى إنجازاً بسيطاً كمراجعة محاضرة من مقررك الجامعي أو فهم مسألة رياضيات أو الاطلاع على أسئلة دورات السنوات السابقة.
بينما اجعل هدفك بعيد المدى هو النجاح في السنة الدراسية والتخرج بمعدل جيد ثم البدء بالعمل، إن كل هذه الأهداف متناغمة ومنسجمة مع بعضها لتحقيق الغاية الكبرى والوجهة التي تقصدها، كن صبوراً وتدرب على المشي خطوة بخطوة واعلم أن سلم النجاح بحاجة للتأني والصعود درجة تلو الأخرى وأن كل الناجحين يمرون بمثل ما تمر به في الوقت الراهن.
تنظيم الوقت للدراسة بشكل فعال
إتقان مهارة تنظيم الوقت أمر في غاية الصعوبة، لهذا حاول تطبيق النصائح الواردة مع مجموعة من أصدقائك حتى يسهل عليك الالتزام بها وتزيد فرصة الاستمرارية في تطبيقها، لا شيء في الحياة مجاني وإن كل ثمرة من ثمار النجاح تحتاج إلى بذل الكثير من الجهود والتضحيات في سبيلها.