إن كنت تبحث عن إجابة سريعة فسوف أعطيك الجواب الشافي وهو: لا، لم تفقد الجامعات السورية اعترافها الدولي واعتماديتها في جميع أنحاء العالم. وذلك رغم خروجها من التصنيفات العالمية.
هل فقدت الجامعات السورية اعترافها الدولي
لم تفقد الجامعات السورية الحكومية أو الخاصة اعتمادها خلال الأحداث السورية، هذه الإجابة قاطعة ولا نقاش فيها. فما زالت المنح الدراسية لا تستثني السوريين، في المانيا، بريطانيا، فرنسا، السويد وتركيا والهند وروسيا والصين وبقية أنحاء العالم.
حتى الآن، يخرج الأطباء من سورية ويذهبون إلى أوروبا بحثاً عن فرصة أفضل. مازالت أوروبا تقبل شهاداتهم وتدمجهم في سوق العمل بعد سلسلة من التدريبات الاحترافية لترميم الخبرة.
بالنسبة لمهندسي الحاسوب، مازالت الشركات الأوروبية تستقطب خبراء في البرمجة والشبكات وعلم البيانات إلى يومنا الحالي. وكثيراً ما نسمع عن إبداع شبابنا في الغربة وتميزهم عن أقرانهم.
من الممكن أن ننتقد مستوى الجامعات المحلية وغلبة المناهج النظرية عليها وهجرة الأساتذة وخيرة العقول إلى الخارج. من الممكن أن نستمتع إلى أي انتقاد يصف حال التعليم في بلادنا. أما بالنسبة لفقدان الجامعات السورية اعترافها من الناحية القانونية فهذا لم يحدث.
لا يجب أن نغفل دور الخريجين السوريين في تطوير أنفسهم بالتعلم الذاتي رغم تدهور مستوى التعليم واقتصاره على الجانب النظري في عدد من الكليات، ومع ذلك فهم يرممون خبراتهم ويحصلون على عقود عمل ممتازة في كبرى شركات الإمارات، قطر والاتحاد الأوروبي.
اعتماد الجامعات مسألة سيادية
إن اعتماد جامعة أو عدم اعتمادها هي مسألة سيادية لكل دولة، المانيا مثلاً اعترفت بجميع الجامعات السورية المسجلة في وزارة التعليم العالي رغم انخفاض تصنيفها الدولي، شمل هذا الجامعات الخاصة والجامعة الافتراضية والتعليم المفتوح.
هذا يوضح أن المسالة برمتها هي مسألة سيادية، قد لا تعترف بعض الدول بالتعليم الإلكتروني مثلاً حتى وإن كان صادراً عن جامعة هارفارد. في حين أن بعض الدول تعترف بالتعليم الإلكتروني حتى وإن كان صادراً عن جامعة تصنيفها الدولي 2000 أو 3000 عالمياً!
الفائدة من التصنيف الدولي للجامعات
قد يستفاد من دخول التصنيف الدولي للجامعات في تعزيز ثقة العالم بشهاداتنا أولاً وفي قبول عدد من الخريجين ضمن المنح الدراسية المميزة (الموجهة إلى أفضل 100 جامعة في العالم).
أما بالنسبة لبقية الجامعات الدولية فلا مشكلة إن كان التصنيف الدولي متدنياً، بريطانيا مثلاً مازالت تقبل خريجي جامعة دمشق وتمنحهم الفرصة للحصول على منحة ممولة بالكامل للدراسة في الجامعات البريطانية. وذلك رغم هبوط التصنيف الدولي.
يعكس التصنيف الدولي للجامعات مستوى الأبحاث المنشورة في هذه الجامعات وجودة التعليم وعدد الأساتذة الجامعيين المتفرغين قياساً بأعداد الطلبة، كل هذا لا يعني بالتأكيد أن خروج أي جامعة من التصنيفات الدولية سيؤدي إلى إزالة الاعتراف بها، فالمسألة كما أشرت آنفاً هي مسألة سيادية بالمطلق.